الرئيسية » , » شاهد ... قصة لاعب أبكى المصريين علي قهوة بلدي!

شاهد ... قصة لاعب أبكى المصريين علي قهوة بلدي!

الكاتب Unknown يوم السبت، 4 مايو 2013 | 12:24 م


يغضب المصري أحياناً من أحواله اليومية، يتمنى الهجرة للخارج، يلعن الظروف الصعبة والأوضاع الغير مستقرة، ولكنه في النهاية عاشق لتراب بلده.


لا يستطيع فراقه، حتى وإن فارقه لا يستطيع نسيانه، ومهما طالت الأيام يعود إليه سواء كان حياً أو ميتاً، يُعاتب المصري بلده مثلما تدعي الأم على ولدها في لحظة الغضب ولكنها تكره من يُردد آمين خلفها، فالمصري يتحول لوحش كاسر لكل من يمس وطنه بسوء، وحروب القرن الماضي خير شاهد والتاريخ لايكذب.
فالمواطن المصري مهما علا حدة صوته وظهر عبوساً ناقماً متمرداً، لكنه طيب القلب قريب الدمع عاطفي بشدة، وصاحب قلب طفل، يُشجع بشغف كل ماهو ينتمي لبلده، وخير مثال على ذلك ما يحدث مع الثنائي، محمد صلاح ومحمد النني المحترفان والمتألقان في صفوف بازل السويسري.
في المباراة الأخيرة للفريق السويسري أمام تشيلسي الإنكليزي في إياب دور نصف النهائي لكأس الاتحاد الأوروبي ساقتني الظروف أن اشاهد المباراة على قهوة بلدي في منطقة لا أعرف فيها أحداً على المستوي الشخصي، ولكني كنت مضطراً حتى اتابع ولاد بلدي، صلاح والنني.
وقبل البداية وجدت بصعوبة كرسي في الصفوف الخلفية نتيجة ازدحام القهوة من المتابعين والمهتمين وكأن المباراة طرفها المنتخب المصري على بطاقة المونديال، ولكن الأغرب وجدت تفاوتاً عمرياً بين الحاضرين، وهو ما يدل على حرص الجميع على المتابعة، وبدأت المباراة ومعها التعليقات المصرية خفيفة الظل والعصبية المصرية الغيورة، ولكن ما لفت نظري بشدة رجل تخطي الـ50 من عمره وكان متحمساً بشدة، " باصي يا صلاح ، شوط يا نني، عدي يا صلاح، خد بالك يا نني" وغيرها من التعليقات لدرجة أني شكتت للحظة أنه على صلة قرابة بهما أو بواحد منهما، ولكن كانت المفاجأة فو نجاح محمد صلاح في إحراز الهدف، فالجميع هاج وماج وقام فرحاً بالهدف، ولكني كنت مركزاً مع الرجل المتحمس فوجدته يهتف بشدة ويفرح لدرجة أني رأيت الدموع في عينيه وهو يمسحها بيده من شدة الفرح دون أن يراه أحد في الزحام، فتعجبت بشدة وقررت أن اتحدث معه عقب اللقاء.
فسألته بعد نهاية المباراة سؤالاً تقليدياً عن المنطقة كي أفتح مجال للكلام فوصف لي طريقة الخروج، فتشجعت وسألته من جديد، لماذا بكيت بعد تسجيل محمد صلاح الهدف، فنظر لي متعجباً، وكيف عرفت، فأخبرته بأنني كنت متابعاً له أكثر من متابعتي للمباراة، فقال لي أسرار البكاء وليته ما قال، فالأول بأن الرجل كان عنده ولد وحيد شهد له الجميع بالحرفية في كرة القدم وكان أمله أن يكون لاعباً مشهوراً ويسلك الإحتراف ولكنه توفي في حادث سيارة، فعندما سجل صلاح الهدف تمني لو كان ولده من يلعب ويسجل ويجعل مصر كلها تُتابعه وتسعد به، والسبب الثاني أنه مصري يبحث عن الفرحة في وقت أصبحت فيه غالية الثمن وسط الظروف الصعبة الحالية، فلم أتمالك أن الآخر دموعي تأثراً بكلام الأب الملكوم حزناً على ولده وفرحاً بالنجم الصاعد محمد صلاح وكيف جعلنا نفرح ونبكي في وقت واحد.
محمد صلاح.. كم أسعدت كل المتابعين في مصر، ولكننا نتمني أن نشاهدك قريباً في فريق من الصف الأول في دوري كبير حتى تُساهم في تحقيق حلم المونديال وتحصد لقب اللاعب الأفضل إقريقياً.
خرابيش.. "الصياعة أدب مش هز كتاف" والإحتراف نعمة بس للي يصونها يا زكي!.