الرئيسية
»
أخبار
»
اللاعبون أغبياء أم ضحايا.. يخسرون أموالهم أسهل مما يكسبونها
تتحدث تقديرات رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين في إنكلترا عن أنه ما بين 10 إلى 20 في المائة من اللاعبين السابقين يتعرضون للإفلاس، وهناك نسبة أكثر من الذين يمرون في مشاكل مالية كبيرة.
ويلخص التقرير حالات فقدان المال بسرعة كبيرة، إما بسبب الاستثمارات المالية التي لا يفهم بها اللاعب ويأتمن عليها من لا يستحق الثقة، أو شراء السيارات الفارهة والعقارات الغالية جدا غير قابلة للبيع بعد ذلك، أو حالات الطلاق المتكررة.. وتظهر نتائج ذلك كله على الأغلب قرب سن الاعتزال.
ويضطر رئيس قسم علاقات العملاء في "ريبوس إنفستمنت سوليوشنز" مارتن تايلور باستمرار إلى أن يُخبر لاعبي كرة القدم أنهم خسروا جميع أموالهم في استثمارات كارثية، ويقول مثلا: "كان عليَّ أن أشرح لزوجة أحدهم الوضعَ الذي وصل إليه، لأنه لم يستطع أن يحمل نفسه على القيام بذلك، فقد كان مديناً بمبلغ من 7 أرقام''.
ولكن هل اللاعبون الذين ينفقون بسرعة ملايين من الدولارات لا يمكن عدها يستحقون بعض التعاطف.
يفترض الناس في الغالب أن لاعبي كرة القدم يهدرون جميع أموالهم على سيارات الفيراري ـ وبعضهم يفعل ذلك ـ لكن أغلبهم ضحايا استثمارات كان نصيبها الإخفاق.
حين دخل الدوري الانكليزي عالم الاحتراف في العام 1992 كان اللاعب المتوسط يكسب ''فقط'' 91 ألف جنيه إسترليني في السنة، وبعد 20 عاما ارتفع الرقم إلى نحو 1.2 مليون جنيه، ولا شك أن وجود المال يجلب معه عبء الحاجة إلى استثماره.
أما "النصابون" الذين يضحكون على اللاعبين، فقد أثبتت الدراسات أن أكثرهم.. وكلاء اللاعبين والمستشارين الماليين والفتيات الجميلات، ويجب أن نضع عدة خطوط تحت الفتيات الجميلات.
هناك أيضا الوكلاء العقاريون الذين يأخذون اللاعبين مباشرة إلى المنزل الفخم غير القابل للبيع، الذي تكثر فيه مشاكل تصريف الماء على جانب الطريق الرئيسي، ويذكر مارتن تايلور أن اللاعبين في العقد الماضي دفعوا أكثر من مليار جنيه في مكائد استثمارية معقدة لا يحتاج إليها اللاعب.
المهم في الأمر أن اللاعبين يعلمون أنهم مثل جرة العسل وأن الذباب يحوم من حولهم، ومصيبتهم أنهم سريعو الثقة بالناس إلى حد كبير، وحين يستطيع أحد "النصابين الثلاثة" التسلل إلى حلقات اللاعبين – وربما يكون ذلك عن طريق أخٍ لشخص ما أو زميل دراسة قديم – فإنه في الغالب يحصل من بينهم على عدد كبير من العملاء.
من جهته يؤكد سكوت وارد، نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة إكسبرو، وهي الجمعية الخيرية للاعبين: ''الطلاق كذلك لا يحل المشكلة. أعتقد أن ثلث اللاعبين يحصلون على الطلاق خلال 12 شهراً من التقاعد، بسبب تناقص السيولة وتخلي زوجاتهم الجميلات عنهم''.
وما يزيد الأمور سوءاً هو أن بعض اللاعبين لا يعلمون جميع الحقائق حول أموالهم الكبيرة الموجودة في صناديق التقاعد. فحين بدأت إكسبرو العمل وجدت ثمانية آلاف معاملة خاصة بمستحقات تقاعدية لم يطالب بها أصحابها من اللاعبين السابقين، بلغت في مجموعها 1.4 مليار جنيه استرليني.
والمصيبة أن الأمر لا يقتصر على اللاعبين الشبان، فحتى مديري كرة القدم المتقدمين في السن من الذين يتسمون بشدة الحيطة والحذر، مثل أليكس فيرغسون وسفين جوران إريكسون، خسروا المال في إنتاج فيلم فاشل.
أخيرا تعيش المستشارة المالية في إحدى شركات الاستثمار وتدعى سوثون بالقرب من إستاد الإمارات الخاص بنادي ارسنال، وفي طريقها إلى العمل تمر أحياناً باللاعبين المراهقين في أكاديمية النادي. وتقول: ''أرى هؤلاء الشباب اللامعين في بدلات التدريب، وأتساءل عن عدد الذين سيأتون منهم إلى شركتنا بعد 20 عاما''.