لم يكن الجيش المصري يوماً خائنا، لم ينتظر أن يأتي عليه اليوم الذي يتفوه به السفهاء ويتلاعب به الصبيان، لم يتوقع أن جزاء الدفاع والحماية والسهر والعمل والإنتاج والإحسان هو السخرية والإهانة والوجيعة من كل "جرثومة" لا يدرك معني البدلة العسكرية.
قديماً قال البعض لا يعرف قيمة الجيش من لم يلتحق بصفوفه مدافعاً عن وطنه، ولكن جانبهم الصواب، فقيمة العسكري يعرفها الأعمى قبل البصير والأصم قبل السليم والعليل قبل الصحيح ولو سردنا ما فعله الجيش للبلدة المحروسة ما تحملت تلك الصفحات ملايين الكلمات التي ستذكر قيمة الجيش عبر التاريخ.
الحكاية باختصار أني مواطن مصري أمتلك قلب قبل أن امتلك قلم، قلب موجوع وملكوم ومصدوم برؤية صور ابسط ما يتم وصفها بأنها حقيرة خلال مباراة الأهلي الأخيرة أمام توسكر، صورة جعلت من حماني ودافع عني وستر عرضي ومازال حصناً أميناً لي في صورة الكلب والحمار أو أي حيوان كان، ولكن السؤال الأهم الذي راودني وجعلني أتألم.. من هؤلاء!
مجموعة من الشباب الذين استفحلوا في مصر حتي أصبحوا أصحاب القرار، والأمر والنهي، "أنا ومن بعدي الطوفان" شعارهم، من معي فهو آمن ومن ضدي فهو خائن، مطالبهم واجبة النفاذ، وإلا قطع السكة الحديد ومترو الأنفاق عن الغلابة والقيام بمظاهرات في الشوارع وتكسير وحرق وقطع كل ما لايتوافق معهم، وتهديد من لايتوافق مع أفكارهم .
لكن أن يٌظهروا جيش مصر المخلص، في صورة الحيوانات .. كفى، فالجيش نعرف من هو.. وما تاريخه.. بقى أن نعرف من أنتم ومن ورائكم ومن يمولكم وماذا تريدون!، هل الخراب للأخضر واليابس مطلبكم! أم مطلب غيركم، هل تدفعون ثمن شماريخكم أم يدفعها من ورائكم!.
عفواً ألتراس أهلاوي.. لم يكن المدافع عن بلادي حيواناً ولا يستحق شقيقي المواطن المصري البورسعيدي أن يظهر "كلباً"، ولن تجعل الغريب يختصر جمهورنا المحترم في صورتك المسيئة.
عفواً ألتراس.. لن يخسر الأهلي بدونكم والعام الماضي ربح البطولات في غيابكم، فبصورتكم الحالية لانريد رؤيتكم ولا تشجيعكم حتى تستفيقوا من غيبوبتكم وتصفوا كل حساباتكم وتعودوا كما كنتم أبرياء بعيداً عن التخريب والدمار والجثث والدماء، فأنتم الآن عار على شهدائكم.
على الهامش .. أجمل جملة سمعتها بعد صور الجيش في المدرجات الحمراء " احترس من الكاكي يا فافي".