رماني حظي العثر، أن أشاهد مباراة منتخب مصر أمام زيمبابوي بصوت مدحت شلبي، على قناة مودرن، شاهدت المباراة وسمعت التعليق رغما عني، فاكتشف حقيقة غاية في الأهمية، حقيقة لا جدال فيها، ارحل يا برادلي...
لا الزمان زمانك يا برادلي ولا المكان مكانك، جئت حاملا أحلامك وأفكارك لتزرعها في أرض بور، في بلد لا تعرف من يحكمها ولا من يتحكم فيها، جئت لبلد التافه فيها والرويبضة يعتقد نفسه عليم خبير، جئت كي تلعب تخطئ وتصيب، ولكن البعض يلعب بك ولا أحد يهتم بمنتخب مصر ولا بمصلحة البلد، وكل يغني على ليلاه، كل يريد مصلحته..
منذ الدقيقة الأولى للمباراة وقبل أي شيء رأى مدحت شلبي أن التشكيل خاطئ 100% كيف حكم.. لا أحد يعلم، هل يدرك الغيب ويرى أكثر من المدرب أو هو ذو علم عن المدير الفني للمنتخب.. لا أحد يعلم..
يمكنني أن أنتقد التشكيل، وأقول كان الأفضل كذا وكذا، ولكنني وكل الخبراء لسنا أكثر دراية من المدرب، ولا يمكن أن نحاسبه إلا بعد انتهاء المباراة، يمكننا أن نعلق يمكننا أن ندلو بدلونا ولكن عبقري زمانه مدحت شلبي قرر قبل أن تبدأ حتى المباراة أنه حان موعد رحيل برادلي..
رأى أن منتخب زيمبابوي منتخب شاب كبيرهم عنده 23 سنة بينما منتخب مصر قارب على سن المعاش.. رأى ذلك وهو يعلم أن المنتخب يضم النني ومحمد إبراهيم ومحمد صلاح والمحمدي وكلهم تحت الـ25 عاما.. ومعهم جدو وقناوي ونجيب وحسني وهم تحت الـ30 عاما واللاعبون الخبرة هم عبد الواحد السيد وأبو تريكة ووائل جمعة.. أي أن التشكيلة هي متوازنة بنسبة 100% بل هي متكاملة من حيث تواصل الأجيال..
قال أن منتخب زيمبابوي تسيد الشوط الأول، ولا أعلم كيف يتسيد منتخب المباراة وهو لم يصل للمرمى إلا فيما ندر، بينما كان المنتخب المصري متحكم في المباراة بالكامل.. قال أن مدرب زيمبابوي فاجأ المنتخب المصري، ولا نعلم في ماذا فاجأهم هل كانت المفاجأة في إضاعتنا الأهداف ما بين العارضة والتسرع؟
قال شلبي إن ربيع ياسين يقود منتخب مصر للشباب وبملاليم مقابل برادلي، ولا نعيب في المدرب الرائع والمحترم ربييع ياسين ولكن ألم تقل أنت عنه أنه نموذج لأخونة الدولة؟ ثم ما وجه المقارنة أصلا بين كأس الأمم للشباب وبين تصفيات كأس العالم؟ ألم يكن برادلي هو من جمع النقاط الـ6 من قبل مباراة زيمبابوي أم أنه حصل عليهم هدية بمناسبة الأعياد؟
لمصلحة من قرر مدحت شلبي أن يرحل برادلي؟ هل يغني ببلاش؟ لا نكره مدحت شلبي ولكن نكره الزمان الذي جعل الكل صاحب رأي ورؤية.. الزمان الذي جعل المصالح والتربيطات فوق كل شيء..
ارحل يا برادلي، فحتى النقد أصبح ملطشة، وكل من يمسك ميكروفون أو قلم يتبول لنا بأفكاره وعلينا أن نشرب صرف لسانه الصحي، ارحل يا برادلي فمهما فعلت هم قرروا أنك يجب أن ترحل وهم يتحكمون ويحكمون، ولو لم يصدر القرار الآن سيصدر فيما بعد فقط هم ينتظرون لك عثرة..
لم ألتقي في حياتي المدرب الأميركي بوب برادلي أحترمه وأحترم تاريخه وتصرفاته، لكن لا يعنيني أن يبقى أو يرحل، ولكن مصر هي التي تعنيني، ومصر الآن تتحكم فيها عصابات في كل مجال، لا يمكن اختراقها ولكن فكرها واضح وينبع من محافظهم وليس من مخهم.. ويسيطرون على الرأي العام بشكل مبالغ فيه بسبب سيطرتهم على الإعلام..
** مبروك لمصر النقاط الثلاث والفوز على زيمبابوي رغما عن مدحت ومن معه ومن خلفه، لم يكن الأداء مبهرا، وكانت هناك العديد من الأخطاء التي يجب على برادلي تداركها وإصلاحها، هناك خط وسط فاعليته ضعيفة، وهناك لاعبون مستواهم في تراجع، وهناك خط دفاع مقلق.. عموما ألف مبروك وهارد لاك كابتن مدحت.. تتعوض المرة الجاية.