الرئيسية » » ماذا لو لم يكن مورينيو سخيفا؟

ماذا لو لم يكن مورينيو سخيفا؟

الكاتب Unknown يوم الأحد، 24 مارس 2013 | 7:29 م


عندما يتكلم السبيشل وان فإن كثيرون ينتفضون غاضبين من أقواله، وحتى لو قال جوزيه مورينيو “أنا أشرب الماء”، لاتهموه بإهانة الأخرين الذين لا يجدون الماء في أماكن الجفاف والمجاعات.
وصرح جوزيه مورينيو قبل أيام عن شعوره بأن تلاعباً قد تم بالتصويت فيما يتعلق بجائزة أفضل مدرب ولاعب في عام 2013، فرد الفيفا عليه وحاول تكذيب بانديف الذي أعلن رسمياً أنه لم يوقع على أي وثيقة وأن الفيفا هي الجهة الكاذبة حتى بردها.
وممن أغضبهم أقوال مورينيو زميلي في الموقع خلدون موسى الذي كتب مقالة “كفاك سخافة يا مورينيو..!”، وفيها حاول الاختباء خلف نجاحات دل بوسكي وكأن مورينيو شكك بالمدرب المخضرم الذي يجمع العالم على قدراته، لكن مورينيو شكك بالفيفا ولم يتناول دل بوسكي بشيء سلبي، ومحاولة تحريف هدف الكلام دفاع غير مبرر عن هيئة نعلم جميعاً فسادها، ومحاولة فقط للدفاع عن أشياء يعلم كثيرون في داخلهم وجود ظلم فيها ولكنهم ينكرون بأسباب واهية.
ومورينيو لم يأتِ بجديد عندما اتهم الفيفا بالتزوير، فنحن نعلم جميعاً بأنها منظمة تعوم على الفساد، وأنها تتلاعب بكل شيء، وأنه ليس هناك حدث تديره إلا وعليه ألف علامة استفهام، سواء كان ذلك تصويت لأفضل لاعب أم مكان إقامة بطولة أو حتى مجريات البطولة نفسها.
سؤالي بسيط :ماذا لو لم يكن مورينيو سخيفاً؟ … وهل افترض الخائفون من مورينيو لمرة واحدة أن هذا التصريح قد يكون صادقا؟
أنا كفرد لو أتيح لي التصويت في عام 2012 لاخترت المدرب دل بوسكي كأفضل مدرب وبعده روبرتو دي ماتيو، وبالتالي فلا أكتب هذا المقال لأنني أرى مورينيو يستحق أفضل مدرب وإنما لغايات أخرى … أعود واسأل “ماذا لو لم يكن مورينيو سخيفا؟”
أي ماذا لو كان الفيفا يتلاعب بنتائج التصويت بشكل أو بأخر، ماذا لو كان كل ما نراه مجرد لعبة يعرف نتائجها قبل أن تبدأ الحملات والصراعات، وأريد أن أجاري مقولة خلدون موسى في مقالته “سبحان الله.. هل الفيفا بهذه السذاجة لكي يقوم بعملية تزوير بدائية”، وسوف أستخدمها وأقول “سبحان الله، هل مورينيو بهذه السذاجة كي يتهم الفيفا بعملية تزوير بدائية”؟
مورينيو عندما يتكلم فهو يعرف مصادر أكثر من أي واحد منا، هو تكلم مع لاعبين وسمع من مدربين، هو تحدث مع مسؤولين، هو يعرف أن التصادم مع بلاتر وزمرته تعني النهاية وابن همام ولوثر ماثيوس أفضل مثال، وبالتالي فلن تخرج منه هذه الكلمات إلا لو كان مؤمناً بها حقا ولديه أدلة تجعله مستعداً لتحمل نتائجها.. نتائجها لا أعني عندما تتحقق العدالة على طريقة أفلام هولييود، بل عندما تطبق رغبات بلاتر على شكل عقوبات.
السذاجة هي أن نتوقع من الفيفا نشاطاً نظيفاً نزيهاً هذه الأيام في ظل الفساد المتراكم، والسخافة هي أن نتوقع احتفالاً كبيراً من ناحية الحضور والتكاليف مثل جائزة الأفضل في العام ولا يتحكم الفيفا في الحاضرين والفائزين بشكل بدائي أو متقدم من دون أن يسيطر على ذلك لأغراض تجارية وشخصية.
لا أقول إن مورينيو صادق بكلامه فليس لدي إطلاع مثله أو مثل بانديف أو بلاتر أو كما يبدو حتى “خلدون موسى”، لكنني متأكد من أمر واحد وهو أن كل شيء يصدر عن الفاسد فاسد بشكل أو بأخر، والسذاجة أن تتوقع من الفيفا عملاً واحداً بلا تلاعب هذه الأيام.
ماذا لو لم يكن مورينيو سخيفاً وكان الفساد قد وصل حد التلاعب بأصوات الناس أمام أعينهم ومن يتكلم منهم يصبح هو السخيف والكاذب كما يحدث الآن؟
ماذا لو لم يكن مورينيو سخيفاً وكانت هذه الجوائز باتت تظلم من يأخذها وإن استحقها؟
ماذا لو حقا وصلنا إلى عالم كرة قدم يشبه عالم المصارعة الاستعراضية WWE وكل شيء مفروض علينا في النهاية؟
ماذا لو كشفنا عن إعلاميين يتلقون هدايا من الفيفا لأسباب مختلفة؟…. هل سنكون سخفاء ؟
مشكلة مورينيو مع هذا الزمان أنه رجل صريح في زمن النفاق، رجل يقول ما يؤمن به كثيرون منا ولكن لا نجرؤ على قوله حتى ونحن مجرد إعلاميين أو ربما مشجعين عرب بعيدين عن الحدث الكروي العالمي!… بل لا نجرؤ على قول ما نؤمن به أمام أنفسنا!